أجنحة الطفل بكتابه.

تصنع أجنحة الأطفال بعد قراءة كتاب وفي اليوم العالمي لكتاب الطفل نحتفل بأهمية القراءة في حياة الأطفال ودور الكتب في تشكيل مستقبلهم. فالكتب ليست مجرد صفحات مطبوعة تعزيز، بل هي مصادر للمغامرة والخيال والتعلم والإبداع والإلهام عبر حب القراءة، تحمل كتب الأطفال في طياتها قصصًا وحكايات مثيرة وشخصيات محببة تعلم الأطفال قيمًا مهمة وتشجعهم على التفكير الإبداعي وكذلك الشخصيات الشريرة التي تلعب دوراً حاسماً حول الصراع بين الخير والشر وتنمي التشويق والإثارة في القصة. في هذه المقدمة، سنستكشف أهمية كتب الطفل وتأثيرها الإيجابي على نمو الأطفال، وكيفية تعزيز حب القراءة في نفوسهم.

يحتفل العالم باليوم العالمي لكتاب الطفل في الثامن من سبتمبر من كل عام، وهو يوم مخصص لتعزيز أهمية القراءة للأطفال وتشجيعهم على استكشاف عوالم الخيال والمعرفة من خلال الكتب. يعتبر هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الفوائد العديدة التي تقدمها القراءة للأطفال وأهمية بناء عادة القراءة منذ الصغر.

لتأسيس الطفل للبدء بالقراءة، هناك عدة طرق يمكن اتباعها ومن أهمها: 

أولا/ الحرص على تكثيف القراءة للطفل بانتظام:

حيث يُعتبر قراءة القصص للطفل منذ سن مبكرة أحد أهم الطرق لتأسيسه وغرس حب القراءة لديه، الاهتمام في البدايات بقصص مشوقة وممتعة للطفل بانتظام وجعل الجلسات القراءة ممتعة وتفاعلية.

ثانياً/ اختيار الكتب المناسبة للطفل:

أن يتم توفير مجموعة من الكتب المناسبة لعمر الطفل ومستواه القرائي باختيار كتباً ملونة وجذابة تحتوي على صور ونصوص بسيطة ومفهومة وترع اهتمامه.

ثالثاً/ تشجيع الاستكشاف للطفل القارئ: 

دع الطفل يستكشف الكتب بنفسه، وأن يختار الكتب التي يشعر بأنها مثيرة للاهتمام بالنسبة له. صنع مكتبة مصغرة تحتوي على الكتب في مكان يسهل على الطفل الوصول إليها.

رابعاً/ التفاعل مع النصوص:

بعد انتهاء قراءة القصص للطفل، لابد من محاولة خلق التفاعل مع القصة والنصوص من خلال طرح الأسئلة البسيطة حول القصة أو الصور الموجودة في الكتاب والتطور معه ليتمكن من إبداء رأيه بالشخصيات وفكرة القصة.

خامساً/ المثابرة والمدح: 

تشجيع الطفل وتحفيزه على القراءة من خلال تقديم المثابرة والمدح عندما يبدأ في قراءة الكتب وفهم محتواها.

سادساً/ المثال الحسن: 

كل مُربي يُعتبر المثال الأول ومن أهم العوامل الرئيسية في تأسيس الطفل للقراءة. قم بتخصيص وقت للقراءة بانتظام وأظهر للطفل أهمية القراءة في حياتك.

أن القراءة هي هدية قيمة نقدمها للأطفال، فهي تفتح أبواب الخيال والمعرفة والتفكير الإبداعي، وتنطلق أهميتها في توسيع المعرفة وآفاق عقول الأطفال وزيادة معرفتهم بالعالم من حولهم وتمكين كل طفل من استكشاف عوالم الخيال والإبداع من خلال الكتب حيث يعزز قدراتهم الإبداعية والتفكير النقدي كذلك ويساهم في تطوير قدراتهم على التعبير والتواصل بشكل فعال وتعزز القراءة مهارات الكتابة لدى الأطفال، وتنويع مصادر الكتب على مستوى أنحاء العالم لأطفالكم لمختلف أنواع اللغات والأساليب الأدبية من خلال الكتب حيث يسهم في تنويع مفرداتهم وتطوير مهاراتهم اللغوية.

يمكن للكتب أن تثري تجارب الأطفال وتساعدهم في فهم القيم والمعاني المختلفة، ويتيح للأطفال تحليل الشخصيات والأحداث وفهم العلاقات السببية، مما يعزز قدراتهم.

طرق تعزيز حب القراءة لدى الأطفال يساهم في تشجيع الحوار والتفاعل تشجيع على مناقشة ما قرما تم قراءته وطرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم، تعزيز الثقة بالنفس عندما يستطيع الطفل قراءة الكتب بنجاح سيزيد من ثقته بنفسه ويعزز شعوره بالإنجاز والقدرة على تحقيق الأهداف.

ومن الناحية العلمية أن للقراءة لها تأثير على تطور الدماغ فأن الدراسات العديدة أظهرت أن الأطفال الذين يمتلكون عادة القراءة الجيدة يحققون نتائج أفضل في المدرسة ويتفوقون في العديد من المواد الأكاديمية، بالإضافة أن تأثير القراءة على التعبير الذاتي.

يمكن أن تحقق القراءة النشطة للطفل نتائج إيجابية عديدة، تشمل تطوير مهاراته اللغوية والتفكيرية، وتعزيز خياله وثقته بنفسه، وتوسيع مداركه ومعرفته بالعالم من حوله، تقدم الكتب عوالمًا جديدة للاستكشاف، مما يعزز خيال الطفل ويشجعه على التفكير الإبداعي وابتكار القصص والأفكار الجديدة.

هناك العديد من الأطفال الذين أصبحوا مشهورين بسبب حبهم وموهبتهم في القراءة على مستوى العالم. من بين أشهرهم: 

      1.    Matilda Wormwood: شخصية خيالية من رواية روالد دال “ماتيلدا”، التي تمتلك قدرات قراءة استثنائية تمكنها من التغلب على التحديات وتحقيق النجاح.

      2.    Haley Taylor Schlitz: طفلة عبقرية أمريكية اشتهرت بموهبتها في القراءة والكتابة، وهي من أصغر الطلاب الذين تم قبولهم في الدراسات العليا في جامعة سميث.

      3.    Adora Svitak: كتبت أدورا سفيتاك أول كتاب لها عندما كانت في الثامنة من عمرها، وهي تشتهر بكونها ناشطة في دعم التعليم والقراءة لدى الأطفال.

      4.    Arnav Sharma: طفل هندي اشتهر بذكائه وموهبته في القراءة، حيث تم تسجيله في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية لقراءته 135 كتابًا في ساعتين.

      5.    Aarav Prasad: طفل هندي يبلغ من العمر 6 سنوات فقط، اشتهر بقدرته الخارقة على القراءة بسرعة وفهم المواد، وتم تسجيله في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية.

هؤلاء الأطفال وغيرهم يمثلون أمثلة مشهورة على شغف الأطفال بالقراءة ومواهبهم المذهلة في هذا المجال، وقد ألهموا الملايين من الأطفال حول العالم لاستكشاف عوالم الكتب والمعرفة.

هناك العديد من الفعاليات التي تنظمها الدول على مستوى العالم لتشجيع قراءة الطفل وتعزيز حب القراءة بين الأطفال. من بين هذه الفعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب والذي يهتم بكتب للأطفال من حيث بيع الكتب الموجهة للأطفال والناشئين، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية وورش عمل تشجيعية عبر المسابقات المتنوعة.

تهتم الكويت بتعزيز ثقافة القراءة بين الأطفال من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تشجيع الأطفال على قراءة الكتب واستكشاف عوالم المعرفة والثقافة ومن بين الطرق التي تهتم بها الكويت بالطفل القارئ: 

- المكتبات العامة والمدرسية: توفر الكويت مجموعة من المكتبات العامة والمدرسية التي تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب الخاصة بالأطفال، وتشجع الطلاب على زيارة المكتبات واستعارة الكتب بانتظام.

- البرامج التعليمية: تنظم الكويت برامج تعليمية متنوعة في المدارس تشمل جلسات قراءة مشتركة ومسابقات القراءة وورش العمل التفاعلية، مما يساعد في تعزيز حب القراءة وتطوير مهارات القراءة لدى الأطفال.

- الفعاليات الثقافية: تنظم الكويت العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية التي تستهدف الأطفال، مثل معارض الكتب والمهرجانات الثقافية التي تشجع الأطفال على استكشاف عوالم الكتب والتعرف على المؤلفين والكتاب المشهورين.

- المبادرات الوطنية: تطلق الكويت مبادرات وحملات وطنية لتعزيز القراءة بين الأطفال، مثل حملة مبادرة الجليس ومبادرة تحدي القراءة العربي وجميعها تهدف إلى تحقيق رؤية الكويت لتكون مجتمعًا قارئًا، تهتم الكويت بتعزيز حب القراءة بين الأطفال من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، وتنظيم البرامج والفعاليات، وتعزيز التعاون مع الجهات المختصة، بهدف تحقيق رؤية مجتمع قارئ ومتعلم.

تعتبر هذه الفعاليات جزءًا مهمًا من جهود تعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال وتشجيعهم على استكشاف عوالم الكتب والمعرفة وهناك العديد من معارض الكتب المتخصصة للأطفال التي تُنظم في مختلف أنحاء العالم، والتي تهدف إلى تعزيز حب القراءة والثقافة الأدبية بين الأطفال. من بين هذه المعارض: 

- معرض متخصص للأطفال يُعرف باسم "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" والذي يُقام سنويًا في إمارة الشارقة - الإمارات العربية المتحدة. يهدف هذا المعرض إلى تعزيز ثقافة القراءة والتعلم لدى الأطفال في المنطقة، وتشجيعهم على استكشاف عوالم الكتب والمعرفة بطريقة ممتعة وتفاعلية، حيث يقدم معرض دبي للكتب للأطفال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الموجهة للأطفال، وتشمل على عروض القصص وورش العمل يتم تنظيم جلسات قراءة مشتركة للقصص الشيقة للأطفال، بالإضافة إلى ورش العمل التفاعلية التي تساعدهم على تطوير مهارات القراءة والكتابة، وينظم المهرجان جلسات توقيع الكتب مما يتاح للأطفال فرصة مقابلة الكتّاب والمؤلفين المشهورين والحصول على نسخ من كتبهم موقعة، مما يشجعهم على تقدير قيمة القراءة والكتب.

- معرض بولونيا للكتاب للأطفال والذي يُعتبر معرض بولونيا للكتاب في إيطاليا واحدًا من أكبر المعارض المتخصصة للكتب الخاصة بالأطفال والشباب على مستوى العالم. يُقام هذا المعرض سنويًا ويجذب العديد من الناشرين والكتّاب والمؤلفين والمهتمين بصناعة الكتب للأطفال.

- معرض لندن للكتاب للأطفال يُعد معرض لندن للكتاب مناسبة مهمة للناشرين والمؤلفين والمهتمين بصناعة الكتب للأطفال في المملكة المتحدة وحول العالم. يتم عقد هذا المعرض سنويًا ويقام في مركز إكسل للمؤتمرات في لندن.

- معرض شنغهاي الدولي للكتاب للأطفال يعتبر هذا المعرض أحد أكبر المعارض للكتب الخاصة بالأطفال في آسيا، ويشهد مشاركة ناشرين ومؤلفين من جميع أنحاء العالم. يهدف المعرض إلى تعزيز ثقافة القراءة بين الأطفال في الصين وتوفير فرص التعلم والترفيه لهم.

- معرض فرانكفورت للكتاب للأطفال والشباب يُقام معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا ويُعتبر واحدًا من أكبر وأهم المعارض الدولية للكتب عامةً، وله جزء مخصص للكتب الخاصة بالأطفال والشباب.

فالقراءة ليست مجرد هواية، بل هي نافذة تفتح للطفل عوالم لا حصر لها، وتصنع له أجنحة ليطير بها دائمًا، فأن الكتاب هو مصدر إلهام للأطفال، ولنبني جيلًا قارئًا متعلمًا يحمل مفاتيح المعرفة والتفكير الإبداعي.