blog
رحلة الأثر

رحلة الأثر

2025-04-29
0
1.1k
0
avatar

حُرِّرت من قبل

salma

في هذا العالم المزدحم بالوجوه والضجيج، يبقى لكل إنسان مساحة خفية من التأثير، لا تقاس بعدد المتابعين، ولا بحجم الشهرة، بل بصدق الأثر الذي يتركه في قلوب الآخرين. نحن لا نُخلق عبثًا، ولا نُمر مرور العابرين في حياة الناس، بل نحمل رسالة، ودورًا، وأثراً قد يُغير وجه حياة، أو يُضيء زاويةً مظلمة في قلب أحدهم.

 

هل تساءلت ما هو دورك؟ دورك ليس شرطًا أن يكون كبيرًا بصوت عالٍ، بل قد يكون في ابتسامة تُهديها، في كلمة طيبة تقولها، في منشور تكتبه، في موقف تثبت فيه أنك إنسان. دورك هو تلك المساحة التي تختارك لا لأنك الأفضل، بل لأنك الأنسب في لحظة احتياج. فالمعلمة التي تُلهم طالبة، الأم التي تُصغي، الكاتب الذي يلمس جراح القارئ، الصديق الذي لا يخذل، كلهم يؤدون أدوارًا عظيمة دون أن تُسلط عليهم الأضواء.

 

ولماذا قد تؤدي هذا الدور؟ لأنك حين تفهم قيمة الإنسان، تفهم أنك لست وحدك، هناك من ينتظر منك كلمة، فعل، نصيحة، قد لا يقول لك ذلك، لكنه يشعر به. الذكاء العاطفي هنا هو أن تلتقط هذا الاحتياج غير المعلن، أن تستشعر لحظات الانكسار في عيون من حولك، وتمنحهم قوة غير مرئية فقط لأنك قررت أن تؤدي دورك.

 

متى تبدأ؟ الوقت ليس غداً، الأثر لا يحتاج ميعادًا رسميًا، قد تبدأ الآن، من أقرب الناس إليك، من أول فرصة بسيطة لا تنتظر منصة، ولا كاميرا، ولا تصفيق الجمهور، الأثر الصادق لا يحتاج جمهورًا… يكفي أن يكون الله مطّلعًا عليه، وأن يكون قلبك حاضرًا فيه.

 

وما الذي يجب عليك؟ يجب عليك أن تملك وعيًا اجتماعيًا يُشعرك بمكانك وسط العالم، أن تفهم أن صوتك له وزن، وخطواتك لها معنى. يجب أن تتحدث حين يجب، وتصمت حين يجب، وتُساند حين ترى الانكسار، وتُشجع حين ترى البذور.

لا تستهِن بما تفعل، ولا تحقر من بصمتك، حتى الرسائل التي لا تُقرأ وقتها، قد تعود لاحقًا وتُثمر.

 

في النهاية… رحلة الأثر ليست أن تكون مشهورًا، بل أن تكون حاضرًا، حقيقيًا، مشبعًا بالقيم، واعيًا لما تتركه خلفك.

اترك خلفك طيفًا طيبًا، أثرًا يبقى حتى بعد غيابك.

وكما كتبت في إحدى كتبي:

“لا تدع الأحلام خالية من لذة الواقع، فهي من حقها الوجود.”

وكذلك الأثر… من حقه أن يوجد، من خلالك أنت.

 

فما هو الأثر الذي تختار أن تتركه اليوم

الوسوم

    مقالات مشابهة